فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)}.
أخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله: {وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم} قال: لم تكونوا شيئًا فخلقكم {ثم يميتكم ثم يحييكم} يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وكنتم أمواتًا} في أصلاب آبائكم لم تكونوا شيئًا حتى خلقكم، ثم يميتكم موتة الحق، ثم يحييكم حياة الحق حين يبعثكم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال: كانوا أمواتًا في أصلاب آبائهم فأحياهم الله فأخرجهم، ثم أماتهم الموتة التي لابد منها، ثم أحياهم للبعث يوم القيامة. فهما حياتان وموتتان.
وأخرج وكيع وابن جرير عن أبي صالح في الآية قال: {يميتكم ثم يحييكم} في القبر ثم يميتكم.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال: لم تكونوا شيئًا حتى خلقكم ثم يميتكم موتة الحق، ثم يحييكم وقوله: {ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} مثلها.
وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في الآية يقول: لم يكونوا شيئًا، ثم أماتهم، ثم أحياهم، ثم يوم القيامة يرجعون إليه بعد الحياة. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
قوله: {كيف} استفهام يسأل به عن الأحوال، وبني لتضمنه معنى الهمزة، وبني على أخف الحركات، وكان سبيلها أنْ تكون ساكنةً؛ لأن فيها معنى الاستفهام الذي معناه التعجب.
وشذّ دخول حرف الجر عليها، قالوا: على كيف تبيعُ الأَحْمَرَيْنِ.
وكونها شرطًا قليل، ولا يجزم بها خلافًا للكوفيين، وإذا أبدل منها اسم، أو وقع جوابًا، فهو منصوبٌ إذا كان بعدها فعل متسلّط عليها نحو كيف قمت.
أصحيحًا أم سقيمًا؟ وكيف سرت؟ فتقول: رَاشِدًا، وإلا فمرفوعان نحو: كيد زيد؟ أصحيح أم سقيم؟ وإن وقع بعدها اسم مسئول عنه بها، فهو مبتدأ، وهي خبر مقدم، نحو: كيف زيد؟
وقد يحذف الفعل بعدها، قال تعالى: {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا} [التوبة: 8] أي: كيف تُوَالُونَهُمْ؟
وكيف في هذه الآية منصوبة على التشبيه بالظرف عند سيبويه، أي: في أي حالة تكفرون؟ وعلى الحال عند الأخفش.
أي: على أي حال تكفرون؟ والعامل فيها على القولين {تكفرون} وصاحب الحال الضمير في {تكفرون}.
ولم يذكر أبو القاء غير مذهب الأخفش، ثم قال: والتقدير: معاندين تكفرون؟ وفي هذا التقدير نظر؛ إذ يذهب معه معنى الاستفهام المقصُود به التنعجّب، أو التوبيخ، أو الإنكار.
قال الزمخشري بعد أن جعل الاستفهام للإنكار: وتحريره أنه إذا أنكر أن يكون لكفرهم حال يوجد عليها، وقد علم أن كلّ موجود لابد له من حالٍ، ومُحَالٌ أن يوجد بغير صفة من الصفات كان إنكارًا لوجوده على الطريق البرهاني.
وفي الكلام التفات من الغيبة في قوله: {وأَما الَّذين كَفَروا} إلى آخره إلى الخطاب في قوله: {تَكْفُرُونَ} و{كُنْتُم}.
وفائدته: أن الإنكار إذا توجّه إلى المخاطب كان أبلغ.
وجاء {تَكْفُرُون} مضارعًا لا ماضيًا؛ لأن المنكر الدّوام على الكفر، والمُضَارع هو المشعر بذلك، ولئلا يكون ذلك توبيخًا لمن آمن بعد كفر.
وكَفَر يتعدّى بحرف الجر نحو: {تَكْفُرُونَ باللهِ} {تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ الله} [آل عمران: 70] {كَفَرُواْ بالذكر} [فصلت: 41] وقد يتعدّى بنفسه في قوله تعالى: {أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ} [هود: 18] وذلك لما ضمن معنى جحدوا.
قوله: {وكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُم} الواو الحال، وعلامتها أن يصلح موضعها إذ.
والجملة في موضع نَصْبٍ على الحال، ولابد من إضمار قد ليصح وقوع الماضي حالًا.
وقال الزمخشري: فإن قلت: كيف صح أن يكون حالًا، وهو ماض؟
قلت: لم تدخل الواو على {كُنْتُمْ أَمْوَاتًا} وحده، ولكن على جملة قوله: {كُنْتُمْ أَمْوَاتًا} إلى {تُرْجَعُونَ} كأنه قيل: كيف تكفرون بالله، وقصتكم هذه، وحالكم أنكم كنتم أمواتًا في أصلاب آبائكم، فجعلكم أحياء، ثم يميتكم بعد هذه الحَيَاة ثم يحييكم بعد الموت، ثم يُحَاسبكم؟
ثم قال: فإن قلت: بعض القصّة ماض، وبعضها مستقبل، والمستقبل كلاهما لا يصح أن يقع حالًا حتى يكون فعلًا حاضرًا وقت وجود ما هو حال عنه، فما الحاضر الذي وقع حالًا؟
قلت: هو العلم بالقصّة كأنه قيل: كيف تكفرون، وأنتم عالمون بهذه القصة بأولها وآخرها؟
قال أبو حيان ما معناه: هذا تكلّف، يعني تأويله هذه الجملة بالجملة الاسمية.
قال: والذي حمله على ذاك اعتقاده أن الجمل مندرجةً في حكم الجملة الأولى، قال: ولا يتعيّن، بل يكون قوله تعالى: {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} وما بعده جملًا مستأنفة أخبر بها- تعالى- لا داخلة تحت الحال، ولذلك غاير بينها وبين ما قبلها من الجمل بحرف العطف، وصيغة الفعل السَّابقين لها في قوله: {وكُنْتُم أَمْوَاتًا فأحْيَاكُمْ}.
والفاء في قوله: {فأحياكم} على بابها من التَّعقيب، و{ثُمَّ} على بابها من التَّرَاخي؛ لأن المراد بالموت الأول العدم السابق، وبالحَيَاة الأولى الأولى الخَلْق، وبالموت الثاني المَوْتَ المعهود، وبالحياة الثانية الحياة للبعث، فجاءت الفاء، و{ثم} على بابهما من التَّعقيب والتراخي على هذا التفسير، وهو أحسن الأقوال.
ويعزى لابن عباس وابن مسعود ومجاهد، والرجوع إلى الجزاء أيضًا متراخٍ عن البعث.
قال ابن عطية: وهذا القول هو المُرَاد بالآية، وهو الذي لا مَحِيدَ للكفار عنه لإقرارهم بهما، وإذا أذعنت نفوس الكُفّار لكونهم أمواتًا معدومين، ثم الإحياء في الدنيا، ثم الإماتة فيها قوي عليهم لزوم الإِحْيَاءِ الآخر، وجاء جحدهم له دعوى لا حُجّة عليها، والحياة التي تكون في القبر على هذا التأويل في حكم الدنيا.
وقيل: لم يعتدّ بها كما لم يعتد بموت من أَمَاتَهُ في الدنيا، ثم أحياهُ في الدنيا.
وقيل: كنتم أمَواتًا في ظهر آدم، ثم أخرجكم من ظهره كالذُّرِّ، ثم يميتكم موت الدنيا، ثم يبعثكم.
وقيل: كنتم أمواتًا- أي نُطَفًا- في أصلاب الرجال، وأرحام النساء، ثم نقلكم من الأرحام فأحياكم، ثم يميتكم بعد هذه الحياة، ثم يحييكم في القبر للمسألة، ثم يميتكم في القبر، ثم يحييكم حَيَاةَ النشر إلى الحَشْرِ وهي الحياة التي ليس بعدها موت.
قال القرطبي: فعلى هذا التأويل هي ثلاث مَوْتَات، وثلاث إحْيَاءَات، وكونهم موتى في ظهر ابن آدم، وإخراجهم من ظهره والشهادة عليهم غير كونهم نطفًا في أصلاب الرجال، وأرحام النساء، فعلى هذا تجيء أربع موتات وأربع إحياءات.
وقد قيل: إن الله- تعالى- أوجدهم قبل خلق آدم- عليه الصَّلاة والسّلام- كالهَبَاءُ، ثم أماتهم، فيكون هذا على خمس موتات، وخمس إحياءات، وموتة سادسة للعُصَاة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إذا دخلوا النَّار، لحديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أهل النَّارِ الَّذِين هم أهلها فَإِنَّهُمْ لا يَمُوتُونَ فيها ولا يَحْيَون، ولكن ناس أصابَتْهُمُ النَّارُ بذنوبهم- أو قال بِخَطَايَاهم- فأماتهم الله إماتَةً حتى إذا كانوا فَحْمًا أذن في الشَّفاعة، فجيء بهم ضَبَئر ضَبَئر، فَبُثُّوا على أنهار الجَنَّة ثم قيل: يا أهل الجَنّة أفيضوا عليهم فينبتون نَبَات الحِبَّة تكون في حَمِيْل السّيل» الحديث.
قال: فقوله: {فأماتهم الله} حقيقة في الموت، لأنه أكّده بالمصدر، وذلك تكريمًا لهم.
وقيل: يجوز أن يكون أماتهم عبارة عن تغييبهم عن آلامها بالنوم، ولا يكون ذلك موتًا على الحقيقة، والأول أصح، وقد أجمع النحويون على أن الفعل إذا أكّد بالمصدر لم يكن مجازًا، وإنما هو على الحقيقة، كقوله: {وَكَلَّمَ الله موسى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
وقيل: المعنى: وكنتم أمواتًا بالخمول، فأحياكم بأن ذكرتم، وشرفتم بهذا الدين، والنبي الذي جاءكم، ثم يميتكم فيموت ذكركم، ثم يحييكم للبعث.

.فصل في أوجه ورود لفظ الموت:

قال أبو العبَّاس المقرئ: ورد لفظ الموت على خمسة أوجه:
الأول: بمعنى النُّطْفة هذه الآية.
الثاني: بمعنى الكفر قال تعالى: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} [الأنعام: 122] ومثله: {وَمَا يَسْتَوِي الأحياء وَلاَ الأموات} [فاطر: 22].
الثالث: بمعنى الأرض التي لا نَبَات لها، قال تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ الأرض الميتة أَحْيَيْنَاهَا} [يس: 33].
الرابع: بمعنى الضّم قال تعالى: {والذين يَدْعُونَ مِن دُونِ الله لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ} [النحل: 20، 21].
الخامس: بمعنى مفارقة الروح الجسد.

.فصل في أوجه ورود لفظ الحياة:

الأول: بمعنى دخول الرُّوح في الجَسَدِ كهذه الآية.
الثاني: بمعنى الإسلام قال تعالى: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} [الأنعام: 122] أي: هديناه إلى الإسلام.
الثالث: بمعنى صفاء القلب قال تعالى: {اعلموا أَنَّ الله يُحْيِي الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا} [الحديد: 17] أي يصفي القلوب بعد سَوَاداها.
الرابع: بمعنى الإنبات قال تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ الأرض الميتة أَحْيَيْنَاهَا} [يس: 33] أي: أنبتناها.
الخامس: بمعنى حياة الأنفس قال تعالى: {يا ليتني قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الفجر: 24].
السادس: بمعنى العيش قال تعالى: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] أي: لنرزقنّه عيشًا طيبًا.
قوله: {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون} الضمير في {إليه} لله تعالى، وهذا ظاهر؛ لأنه كالضمائر قبله، وثَمَّ مضاف محذوف أي: إلى ثوابه وعقابه.
وقيل: على الجزاء على الأعمال.
وقيل: على المكان الذي يتولّى الله فيه الحكم بينكم.
وقيل: على الإحياء المدلول عليه ب {أحياكم} يعني: أنكم ترجعون إلى الحال الأولى التي كنتتم عليها في ابتداء الحياة الأولى من كونكم لا تملكون لأنفسكم شيئًا.
والجمهور على قراءة: {تُرْجَعُون} مبنيًا للمفعول.
وقرأ يحيى بن يعمر: وابن أبي إسحاق، ومُجَاهد، وابن مُحَيصن، وسلام، ويعقوب مبنيًا للفاعل حيث جاء.
ووجه القراءتين أن رجع يكون قاصرًا ومتعديًا فقراءة الجُمْهور من المتعدّي، وهو أرجح؛ لأن أصلها ثُمَّ إِلَيْهِ مرجعكم لأن الإسناد في الأفعال السَّابقة لله تَعَالَى، فناسب أن يكون هذا كله، ولكنه بني للمفعول لأجل الفواصل والمقاطع.
وأموات جمع ميِّت وقياسه على فعائل كسيّد وسيائد، والأولى أن يكون أن يكون أموات جمع مَيْت مخففًا كأقوال في جمع قول، وقد تقدمت هذه المادّة. اهـ. باختصار.

.فوائد بلاغية:

قال في إشارات الإعجاز:
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)}.
اعلم أن لهذه الآية أيضًا الوجوه الثلاثة النظمية:
أما نظم مآلها بسابقها، فاعلم! أن الله تعالى لما دعا الناس إلى عبادته والاعتقاد به، وذكر أصول العقائد والأحكام مشيرًا إلى دلائلها إجمالًا؛ عاد في هذه الآية مع لواحقها الثلاث إلى سرد الدلائل عليها بتعداد النعم المتضمنة للدلائل. ثم إن أعظم النعم الحياة المشار إليها بهذه الآية، ثم البقاء أي كمال الحياة بتنظيم السموات والأرض المشار إليه بالآية الثانية، ثم تفضيل البشر وتكريمه على الكائنات بالآية الثالثة، ثم تعليمه العلم بالرابعة.. فهذه النعم نظرًا إلى صورة النعمة دليل العناية والغاية، وكذا دليل العبادة؛ إذ شكر المنعم واجب وكفران النعم حرام في العقول. ونظرًا إلى الحقيقة دليل اختراعيّ على وجود المبدأ والمعاد.. وكذا أن هذه الآية كما تنظر إلى سابقتها كذلك تنظر إلى الأسبق من بحث الكافرين والمنافقين فأشار بهذا الاستفهام الانكاريّ التعجبيّ إلى تقريعهم وتشنيعهم وتهديدهم وترهيبهم.
وأما نظم الجمل، فاعلم! أن هنا إلتفاتًا من الغيبة إلى الخطاب؛ إذ حكى عنهم اوّلًا ثم خاطبهم، لنكتة معلومة في البلاغة وهي:
انه إذا ذكر مساوئ شخص شيئًا فشيئًا تزيد الحدّة عليه، إلى أن يلجئ المتكلم- لو كان انسانًا- إلى المشافهة والمخاطبة معه.. وكذا إذا ذكرت محاسن أحد درجة درجة يتقوى ميل المكالمة معه إلى أن يلجئ إلى التوجه إليه والخطاب معه. فلنزول القرآن على أسلوب العرب التفت فقال: {كيف تكفرون} مخاطبًا لهم.
ثم اعلم! أنه لما كان المقصد هنا سرد البراهين على الأصول السابقة من الإيمان والعبادة، ورد الكفر ومنع كفران النعمة. ثم أن أوضح الدلائل هو الدليل المستفاد من سلسلة أحوال البشر، وأن أكمل النعم هي النعم المتدلّية في أنابيب تلك السلسلة والمندمجة في عقدها؛ قال: {وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون} إشارة إلى تلك السلسلة العجيبة المترتبة ذات العقد الخمس التي تدلت من أنابيبها عناقيد النعم. فلنمهّد خمس مسائل لحلّ تلك العقد.

.المسألة الأولى: في {وكنتم أمواتا}:

اعلم! أن الإنسان باعتبار جسده بينما كان ذرّاتٍ جامدةً منتشرةً في العالم، إذ تراها دخلت بقانون مخصوص ونظام معيّن تحت انتظام.. ثم بينما تراها متسترة ساكتة في عالم العناصر إذ تراها انتقلت متسلّلة بدستور معّين وانتظام يومئ إلى قصد وحكمة إلى عالم المواليد.. ثم بينما تراها متفرقة ساكنة في ذلك العالم إذ تراها تحزبت بطرز عجيب وصارت نطفة.. ثم بانقلابات متسلسلة علقة فمضغة.. فلحمًا وعظامًا وهلم جرا.. فكلٌّ من هذه الأطوار وأن كان مكمَّلًا بالنسبة إلى سابقه إلا أنه ميّت وموات. فإن قلت: الموت عدم الحياة وزوالها ولا حياة فيها حتى تزول؟
قيل لك: اختار المجاز لاعداد الذهن لقبول العقدة الثالثة والرابعة.